السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى واخواتى فى الدار الإسلامى
الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا
وبعد
صلاة المسافر
1)القصر:
شرع الله سبحانه وتعالى القصر فى الصلاة رحمة بالمسلمين المسافرين -- قال تعالى " وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا " ( النساء101)
وليس الخوف شرط كما هو ظاهر الايه ؛ فقد سأل رجل عمر بن الخطاب رضى الله عنه : أين إقصار الناس فى الصلاة وإنما قال عز وجل " إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " ؟ فقد ذهب ذلك اليوم ... فقال عمر : عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ""صدقة تصدق الله بها عليكم ؛فاقبلوا صدقته "" (رواه الجماعه إلا البخارى)
ويرى البعض أن القصر فى السفر هو الأصل ؛ لقول عائشه رضى الله عنها : " فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فى الحضر والسفر ؛ فأقرت صلاة السفر؛وزيد فى صلاة الحضر " (متفق عليه)
هذا ؛تقصر الرباعيه الى اثنين ؛ أما الثلاثيه"(صلاة المغرب) ؛والثنائيه(الصبح) ؛ فتصلى كما هى سفرا وحضرا .
2) الجمع:
وهو أن تجمع بين صلاتى الظهر والعصر او بين صلاتى المغرب وابعشاء جمع تقديم فى الأولى ؛ أو تأخير فى وقت الثانيه.
والدليل عليه قول معاذ بن جبل رضى الله عنه أن النبى صلى الله وعليه وسلم كان فى غزوة تبوك إذا زالت الشمس قبل أن يرتحل (معناه : جاء موعد الظهر ) جمع بين الظهر والعصر (أى فى وقت الظهر؛ويسمى هذا جمع تقديم) ؛ إذا ارتحل قبل أن ترتفع الشمس أخر الظهر حتى ينزل للعصر (جمع تأخير) .
وفى المغرب مثل ذلك ؛ إن غابت الشمس قبل أن يرتحل ؛ جمع بين المغرب والعشاء (أى فى وقت المغرب جمع تقديم) ؛وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخر المغرب حتى ينزل العشاء ؛ثم نزل فجمع بينهما(جمع تأخير) (رواه أبو داود).
"تنبيه "
1) يطلق لفظ المسافر على كل من نوى التنقل من مكانه إلى مكان أخر هو فى عرف الناس سفر ؛ وإن كانت المسافه أقل من 80 كيلو مترا فأبعد مما يعتبره الناس سفرا عرفا .
2) ومن عزم السفر جاز له الجمع من ساعة عزمه عليه ؛أما القصر فلا بد من أن يبدأ السفر بالفعل ؛ولو لم يجاوز محله إلا قليلا ...
3) يعد الرجل مسافرا ما لم ينو الإقامه أكثر من أربعة عشر يوما ؛وله فى هذه المده القصر والجمع ؛ أما إذا نوى الإقامه أكثر من أربعة عشر يوما ؛ فليس له القصر والجمع إلا مسافة الطريق ؛ ومن كان لا يعرف متى يرجع إلى بلده فهو فى حكم المسافر ................
والله الموفق
من كتاب
راحة المسلم فى الصلاة