هذي مدينه علمني عنها مدرس امريكي قبل 10 سنوات يقول انها كانت ديرة فسق
سبحان الله
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
مما لفت انتباهي كثيراً أن مدينة في إيطاليا القديمة كانأهلها يفتخرون بممارسة الجنس
والشذوذ الجنسي! بل كانوا يرسمون الصور الخلاعيةعلى جدران منازلهم أمام الأطفال
والنساء والكبار، حتى إن الباحثين اليوميعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة الفاسقة [1].
ولكن ماذا كانتالنتيجة؟ ماذا كانت نتيجة الفواحش التي افتخروا بها؟
وكيف كانت نهاية هؤلاءالقوم؟ ولكن قبل ذلك، كيف بدأت القصة؟
مدينة بومباي هي مدينة رومانية قديمة تقعفي إيطاليا وكانت تنعم بترف وغنى كبيرين،
وقد أنعم الله عليهم شتى أنواع النعم. فالأرض كانت تعطيهم أفضل المحاصيل الزراعية،
والسماء كانت دائمة المطر عليهم،فكانوا ينعمون بثروات طبيعية لم يحلم بها غيرهم.
وفي يوم كانوا يخصصونه للاحتفالبعيد إله النار، ثار وبشكل مفاجئ بركان مجاور للمدينة،
وانطلقت الحمم المنصهرةوالرماد البركاني الملتهب، فطمر هذه المدينة خلال لحظات قليلة
بالرماد، ومع أنأهالي المدينة حالوا الفرار، إلا أن الرماد الملتهب قتلهم على الفور،
وغطىأجسامهم محوِّلاً هذه الأجسام خلال مئات السنين إلى صخور متحجِّرة [2].
وقد بقيت هذه المدينةمختفية حتى القرن الثامن عشر حيث اكتُشفت هذه المدينة وفيها
جثث آلاف الناسالمتحجرين، قد تحوّلوا إلى صخور على أوضاعهم التي كانوا عليها،
أي أن الموت كانمفاجئاً ومباغتاً ولم يتمكنوا من عمل أي شيء!
إنها العدالة الإلهية، وقد وجدتُفي كتاب الله تعالى آيات تشير إلى أناس أتاهم عذاب الله
بسبب ذنوبهم وهم لايشعرون، يقول تعالى:
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْيَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ *
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْبِمُعْجِزِينَ)
[النحل: 45-46].
وبالفعل هذه الآية تنطبق على هذه المدينة (وغيرها طبعاً)، فقد وجد علماء الآثار أن
العذاب قد جاء وأهلك الناس في هذهالمدينة أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية ودون سابق إنذار.
ولذلك يحذرناالبيان الإلهي أن نقع في مثل هذه الأعمال أو أن نأمن ونطمئن لمثل هذه النهايةالمفاجئة، يقول تعالى:
(أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْبَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ *
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْيَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِفَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
[الأعراف: 97-99].
لقد عثر الباحثون في هذه المدينة على نقوش كثيرة ورسوم خلاعية تدلعلى الانتشار
الواسع للجنس والشذوذ الجنسي في هذه المدينة، ويؤكد الباحثونأنأصحاب مدينة بومبي
كانوا يمارسون الجنس علناً وأمام الأطفال وكانوا لا يخجلونأبداً من تصوير هذه المشاهد
وعرضها أمام الناس وفي المنازل والبيوت، بل ويفتخرونبذلك! ويقول الباحثون
إن انتشار الفواحش في هذه المدينة كان أكبر بكثير منالعصر الحالي!
وكانوا يدعون أن هنالك إلهاً للجنس، فكانوا يمجدونه ويقدسونهويبالغون في تصوير ونحت
الصور الجنسية الخليعة. حتى إن الصور التي عثر عليها علىجدران المدينة والتي
وضعت في معرض خاص، لا يسمح لزوار هذا المعرض باصطحابالأطفال أو القاصرين
إلا بعد موافقة خاصة [3].
إن هذه المدينة ينطبقعليها قول الحق تبارك وتعالى:
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَاعَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُواأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِالَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 44-45].
وبالفعل فقد فتح الله عليهم أبواب النعم والأموال والترف والغنى، حتىأخذهم بغتة وبشكل
مفاجئ، فإذاهم مبلسون أي يائسون من رحمة اللهتعالى.
صور حقيقية لأجسامبشرية وقد حوّلها الرماد البركاني إلى صخور متحجرة، وهذه نهاية دنيوية
فقط (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُالْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 127].
ولا نجد خيراً من أن ندعو الله كماعلمنا:
(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
نسأل الله العفووالعافية
والله اعـلم........
واصلني علة المسن